الميتافيرس"..تقنية تحكم المستقبل"

28 Nov 2022 صحيفة الخليج


الإمارات الرابعة عالمياً في الاهتمام بالقطاع

 

سيطرت تقنية «الميتافيرس»، خلال العامين الماضيين، على رؤوس الأموال بأسواق العالم؛ بل على مشهد الصناعة عامة حتى أصبحت الشركات التي تتعامل مع «الميتافيرس» هي المهيمنة على قائمة أقوى الشركات على مستوى العالم؛ من حيث القيمة السوقية.

ولا يمكن التغاضي عن أن «اقتصاد الميتافيرس» (Metaverse Economy) قد يصل إلى ما بين 8 تريليونات و13 تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقاً لأحدث تقارير «سيتي بنك»... اقرأ المزيد...

الإمارات الرابعة عالمياً في الاهتمام بالقطاع

 

سيطرت تقنية «الميتافيرس»، خلال العامين الماضيين، على رؤوس الأموال بأسواق العالم؛ بل على مشهد الصناعة عامة حتى أصبحت الشركات التي تتعامل مع «الميتافيرس» هي المهيمنة على قائمة أقوى الشركات على مستوى العالم؛ من حيث القيمة السوقية.

ولا يمكن التغاضي عن أن «اقتصاد الميتافيرس» (Metaverse Economy) قد يصل إلى ما بين 8 تريليونات و13 تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقاً لأحدث تقارير «سيتي بنك». وبحسب دراسة بحثية نشرتها (Facts and Factors)، فإن قيمة سوق تكنولوجيا «الميتافيرس» بلغت نحو 33 مليار دولار عام 2021. ويتوقع أن يصل حجم سوق «ميتافيرس» عالمياً إلى 800 مليار دولار عام 2024، فيما ستسهم تقنياته في ظهور مشروعات وصناعات إبداعية وفقاً لديناميكيات السوق، وتقرير وحدة المعلومات التابعة ل«بلومبيرج إنتيليجنس».

يرصد «الخليج الاقتصادي» في هذا الملف، مستقبل تطور هذه الصناعة، وموقع الإمارات من هذه الصناعة والفرص المتاحة، لإقامة صناعة قوية من شأنها تغيير خريطة الاقتصاد الإماراتي، ومستقبل صناعة التكنولوجيا محلياً وعالمياً.

«الميتافيرس هو مستقبل أعمال الشركات» هذا هو المفهوم الذي روجت له صحيفة «نيويورك تايمز» في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، وأن «ميتافيرس» هو مستقبل التكنولوجيا الرقمية الذي يعيشه العالم الآن، مدللة على ذلك بأن الشركات العملاقة؛ من حيث قيمتها السوقية في عام 2022، هي الشركات الأكثر استثماراً في «الميتافيرس»؛ مثل «مايكروسوفت وميتا وغوغل وإنفيديا»، وهي الشركات التي تحقق معدلات نمو هائلة ومن دون توقف، ما جعلها الأكثر نمواً على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أن العديد من المحللين والمهتمين والعاملين بمجال تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم إلى جانب محرري هذا القطاع في الصحف، قد احتاروا في مفهوم «ميتافيرس» منذ إطلاقه وحتى الآن، لكونه يحمل دلالات واسعة، لكنه يشير في الأغلب إلى تطور الإنترنت، وعادة ما يوصف بأنه مساحات عبر الإنترنت، تتيح للأشخاص التواصل الاجتماعي، والعمل واللعب ك«أفاتار».

وتسببت عمليات الإغلاق الناتجة عن وباء «كورونا» في اتجاه الشركات إلى بناء مجتمعات افتراضية عبر الإنترنت، والتوسع في استخدام تقنيات الواقع المختلط، ومن ثم يمكن القول.. إن وباء «كوفيد-19» كان له تأثيره الإيجابي في زيادة حجم سوق تكنولوجيا «الميتافيرس»، وتزداد شعبية تلك التكنولوجيا يوماً بعد يوم، خاصة في ظل تزايد الاستثمارات الرقمية، والبلوك تشين، وأخيراً الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTS).

تجربة ثلاثية الأبعاد

وتوفر تقنية «الميتافيرس» للمستخدمين تجربة ثلاثية الأبعاد، بزاوية 360 درجة؛ حيث يمكنك ممارسة الألعاب عبر الإنترنت بطرق تمكن اللاعبين من التفاعل بين الأشخاص، وبعضهم، وحضور الاجتماعات الافتراضية، وكسب المال، وحتى حضور الحفلات الموسيقية، فيما اعتبر البعض أن فيروس «كورونا» كان وراء تسريع السعي إلى هذه التكنولوجيا، لتحقيق واقع افتراضي، يتجاوز الأزمات التي يمر بها العالم.

وفي تجربة عملية لـ«الخليج الاقتصادي»، قمنا باستخدام تقنية «الميتافيرس» من خلال نظارات الواقع الافتراضي، وبمجرد ارتداء النظارة وإمساك وحدات التحكم، وخلال ثوانٍ قليلة، بإمكانك أن تجوب العالم من غرفتك أو تذهب لممارسة هوايتك المفضلة، فهو مكان واحد يجمع كل ما تريد وأكثر؛ حيث انتقلت من غرفتي في الشارقة، إلى عالم آخر؛ عالم رقمي تبدو فيه الأشياء مشابهة لأشكالها الحقيقيّة التي أعرفها، أمسك وألمس الأشياء من حولي، فأشعر بها وكأنها حقيقية. اصمم شكلي ومنزلي بنفسي، واشتري ما أريد وأنتقل من مكان لآخر، لاكتشف عوالم أخرى، فأنا الآن في عالم «الميتافيرس».

بدأت المغامرة بتصميم «أفتار» أو جسم رقمي سيكون هو أنت في هذا العالم الافتراضي، باستخدام ال«work room»، الذي توفره «فيسبوك» داخل التقنية الجديدة؛ حيث تستطيع بعدها القيام بجميع الأنشطة المختلفة، من العمل إلى ممارسة الرياضة والترفيه، قمنا بممارسة لعبة تنس الطاولة ليضرب صديقي عماد الكرة من القاهرة، لتصل إليَّ في دبي في لحظة كما لو أنها حقيقية، ففي «الميتافيرس» يمكنك القيام بكل أعمالك اليومية في الحاضر أو اختيارك الذهاب للمستقبل لرؤية ما هو جديد في العالم.

وبالنسبة ل«ميتافيرس» الأعمال، عليك توفير مساحة خالية داخل غرفتك حتى تستطيع التحرك والاندماج الكامل؛ حيث تستطيع القيام بتصميم المكتب الخاص بك، وقاعة الاجتماعات من خلال ال«work room»، كما يمكنك أيضاً اختيار كمبيوتر خاص، وعقد اجتماع من خلال تطبيق «زووم» مع أشخاص بالخارج، فأنت تستطيع استخدام يديك كبديل لقبضة النظارة لإجراء كل الاختيارات المتعددة، أيضاً يمكنك استخدام القبضة كقلم للكتابة على اللوحات المناسبة، وفي الترفيه تتيح التقنية محاكاة شبه حقيقية لممارسة الألعاب المختلفة؛ حيث لا تستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة أثناء اللعب، ففي كرة القدم تركل بقدمك وفي كرة اليد تمسك بيديك، فأنت لا تحتاج إلى شراء شاشة تليفزيون أو الذهاب للسينما؛ حيث تتيح نظارة الواقع الافتراضي جودة المشاهدة للفيديوهات على المنصات المختلفة.

الاستثمارات

وبمطالعة حجم استثمارات الشركات العالمية في «الميتافيرس» نجد أن شركة «مايكروسوفت» (Microsoft) أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أنها ستستحوذ على شركة «أكتيفجن بليزارد» (Activision Blizzard) مطور وناشر ألعاب الفيديو الهائل، لتكون قطاعاً لتأمين مكان رئيسي لها في الميتافيرس، وتعد الصفقة التي تبلغ 70 مليار دولار، أكبر صفقة لشركة مايكروسوفت على الإطلاق، وستسمح للشركة بتطوير الألعاب والبرامج المدعومة من الشركة ضمن الميتافيرس في السنوات القادمة؛ وذلك حسب ما ذكرت منصة «ميك يوز أوف» (makeuseof)، وغيّرت شركة «فيسبوك» (Facebook) اسمها إلى «ميتا» (Meta) في إشارة واضحة إلى رهانها المستقبلي الكبير على «الميتافيرس»، وفي هذا الإطار استثمرت «ميتا» ما مجموعه 10 مليارات دولار في تطوير كل من الأجهزة والبرامج التي سيتم استخدامها، لتوفير إمكانات «الواقع الافتراضي» (VR) داخل «الميتافيرس»، وتخطط الشركة أيضاً للاستثمار في «الواقع المعزز» (AR)، وهي تقنية أخرى ناشئة ذات مستقبل واعد؛ وذلك حسب ما ذكر التقرير السابق، بعد أن استثمرت عدة شركات منافسة في«الميتافيرس»، وقررت «غوغل» (Google) أخيراً أن تحذو حذوها في يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ أعلنت الشركة استثمار 39.5 مليون دولار في صندوق الأسهم الخاصة بها لجميع مشاريع «الميتافيرس»، وفق التقرير السابق، وبفضل ريادتها في «وحدات معالجة الرسومات» (GPUs)؛ إذ حققت أرباحاً تصل إلى نحو 3 مليارات دولار في الربع الثالث من العام الماضي فقط، فإن «إنفيديا» (Nvidia) في وضع مثالي؛ للاستفادة من الميتافيرس، وستكون لاعباً رئيسياً في هذا المجال في المستقبل، وهي بالفعل تملك حالياً منصتها الخاصة بها من «الميتافيرس»؛ «إنفيديا أومني فيرس» (Nvidia Omniverse).

أكبر المستفيدين

أفاد المهندس أحمد صبري، الخبير في مجال التسويق الرقمي، مؤسس أكاديمية فنون التسويق الرقمي «DM Arts s»، بأن حركات البحث الحقيقية في عالم «الميتافيرس» بدأت في عام 2003، ف«الميتافيرس» هو الجيل الثالث من محتوى الإنترنت؛ حيث يتمثل الجيل الأول في ظهور ال«ويب سايت» عام 1989، بعدها ظهر الجيل الثاني في الإنترنت التفاعلي بشكل متماثل في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن «الميتافيرس» ليس مجرد ظاهرة عابرة، لكنه سوف يستمر لفترة طويلة لا تقل عن 15 عاماً مثل الأجيال السابقة للإنترنت.

وحول استثمارات الدول العربية في «الميتافيرس»، قال الخبير الرقمي: إن البنية التحتية التكنولوجية للدول العربية تختلف كثيراً عن ما كانت عليه منذ 20 عاماً، مما يجعلها شريكاً أساسياً وفاعلاً في العالم الافتراضي الجديد، خاصة الإمارات والسعودية ومصر، لأنها بدأت بالفعل في مبادرات وعقد مؤتمرات وشراكات عالمية باستثمارات بمليارات الدولارات؛ حيث أسست سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة مقراً رئيسياً لها في العالم الافتراضي «ذا ساند بوكس»، لتكون أول جهة تنظيمية في العالم تدخل إلى عالم «الميتافيرس»، وأطلقت دبي «استراتيجية دبي للميتافيرس»، لخلق نحو 40 ألف وظيفة افتراضية خلال السنوات الخمس المقبلة، لتكون الإمارات في مقدمة الدول العربية التي تصنع مستقبل الأعمال في عالم «الميتافيرس»، في حين استثمرت السعودية أكثر من 6.4 مليار دولار في هذا المجال، ويتضمن ذلك استثماراً بقيمة مليار دولار في شركة «نيوم تيك آند ديجيتال»، لافتاً إلى أن هناك فرصاً حقيقية للاستثمار في الجيل الثالث من محتوى الإنترنت للحكومات والشركات بمختلف دول العالم.

وعن أكبر المستفيدين من «الميتافيرس»، أكد أن شركات تطوير الألعاب، هي المستفيد الأول من العالم الافتراضي الجديد، مثل شركة «أكتيفجن بليزارد» مطور وناشر ألعاب الفيديو الهائل، وغيرها من شركات تطوير الألعاب العالمية؛ حيث إن الأدوات المستخدمة في تقنية «الميتافيرس» جميعها أدوات لتطوير الألعاب، تليها في الاستفادة والمشاركة شركات تطوير أفلام الكرتون والأنيميشن، تأتي بعدها شركات السوشيال ميديا، فإنشاء عالم للميتافيرس أصعب كثيراً من موقع للسوشيال ميديا، لافتاً إلى أن هناك فرصاً متاحة، لكنها ما زالت محدودة، فسوق «الميتافيرس» هو استثمار طويل الأجل.

«الميتافيرس» يحكم العالم

وقال الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون المدني، المتخصص في قضايا العصر الرقمي: إن تقنية «الميتافيرس» ستحكم العالم خلال السنوات المقبلة، فالافتار سوف يتحكم في كل شيء بمن في ذلك الإنسان.

وأوضح أن الأجهزة الذكية في عالم «الميتافيرس» سوف تحل مكان البشر، والبداية كانت بالمطارات التي بدأت بالاستغناء عن العمالة في معظم المهام اليومية، فالكول سنتر سوف تتحول إلى «أفتار»، كما سيتم الاستغناء عن الأطباء والمحامين والمحاسبين، فالافتار سوف يقوم بذلك في عالم بلا أوراق نقدية، مشيراً إلى أن جائحة كورونا فرضت عمل الناس من البيت ونجح ذلك، والمتاجر الإلكترونية نجحت أيضاً مقابل التقليدية. وأضاف أن هناك إشكاليات كبيرة سوف تظهر في المستقبل؛ من حيث أنشطة الافتار، وهل سوف تخضع للضرائب أم لا، ونحن بحاجة إلى تغيير القوانين من أجل التقنية الجديدة، فالأمور مبهرة والتطبيقات العملية في حالة تقدم، ولكن التقاء ووجود البشر سوف يندر جداً، وهي كارثة كبيرة.

وأكد أنه بسبب «الميتافيرس» سوف يظهر جيل جديد من البشر، وسوف يتم إقصاء بشر لمصلحة بشر آخرين، وسوف يتم نسخ أنفسنا من خلال التقنية، ومع الوقت «الافتار» سيعرف كل شيء عني ومع الوقت نفسه يمكن أن يتحكم بالبشر ويحكمهم، من خلال «القرين المعلوماتي» بمجرد ارتداء النظارة الافتراضية والقفاز سيتم عمل نسخة من كل مستخدم. وأضاف: «كل شخص سيتعامل مع عالم «الميتافيرس» من خلال نظارة الواقع الافتراضي، التي تبلغ كُلفتها ما يصل إلى 5500 دولار، وهو عالم افتراضي يوفر كل الأدوات التكنولوجية الحديثة؛ حيث يمكنك قيادة كل المركبات من خلال (أفتار)، لكن الخطورة في الاختراق الإلكتروني وقتها والذي لا يمكن السيطرة عليه».

وتابع: «التكنولوجيا فرضت علينا بدائل؛ منها الاستغناء عن البشر، فعندما تم فصل (فيسبوك) 6 ساعات، الجميع أصيب بحالة هلع وفزع، فمن يستطيع تقديم التقنية هو من سيحكم العالم، فأمريكا بدأت تخزين البيانات في أكبر مبنى بالعالم، وبدأت تحليل تصرفات البشر المقبلة من خلال تلك البيانات، التي يمكنها التنبؤ بتصرفات الأشخاص في المستقبل».

استقطاب المستهلكين

يؤكد الخبراء أن «ميتافيرس» هو مستقبل الأعمال للمؤسسات والشركات في السنوات القليلة المقبلة؛ حيث يوفر فرصاً متنوعة للترويج والتسويق للخدمات والمنتجات من خلال نقل التجارة الإلكترونية، لإنشاء مجموعة جديدة من وجهات التسوق عبر الإنترنت.

استثمارات بنكية آمنة

أشار حسن الريس، الخبير المصرفي، إلى أن البنوك تفضل ضخ القروض الاستثمارية في قطاع التكنولوجيا، لاسيما تقنية «الميتافيرس»، التي تعتد استثمارات مستقبلية آمنة، ذات عوائد مرتفعة، مقارنة بمعظم القطاعات الأخرى.

وأوضح الريس أن البنوك العالمية تتجه أنظارها الآن، وتستعد باستثمارات ضخمة لدعم العالم الافتراضي الجديد، الذي يمثل مستقبل البيزنس العالمي، نظراً لضخامة هذه الصناعة إذا ما قورنت بصناعات أخرى في الوقت الراهن؛ حيث تمثل الولايات المتحدة الأمريكية نحو 41.2% من السوق العالمية (58 مليار دولار)، ومن المتوقع أن تصل حصة الصين في سوق «الميتافيرس» إلى 103 مليارات دولار.

إنجاز الأعمال

يقول الخبير الاقتصادي علي حسن: إن «الميتافيرس» سيكون له تأثيره المباشر في كيفية إنجاز الأعمال؛ حيث ستوفر الشركات مشاركة ومستويات تعاون وتواصل أفضل بموظفيها، من خلال مساحات عمل منتجة في مكاتب افتراضية.

وأشار علي حسن، الذي يرأس شركة تداول مالية عبر الإنترنت، إلى أنه نظراً لعدم وجود مالك واحد لعالم «الميتافيرس»، فإنه من المتوقع أن يوجد اقتصاد افتراضي مُتاح بالعملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال.

وأوضح أنه لن تحتاج المؤسسات إلى إنشاء بنية تحتية خاصة بها للقيام بأعمالها، نظراً لتوفير الفضاء الرقمي لإمكانية العمل في مكاتب افتراضية.

135 مليار روبية الاستثمارات الهندية

تعد الهند من أكثر دول العالم استثماراً في «الميتافيرس»؛ فحسب تقرير صناعي، بلغ حجم الاستثمارات الهندية في الواقعين المعزز والافتراضي 135 مليار روبية (1 روبية هندية= 0.013 دولار) عام 2020، مع نسبة نمو وصلت إلى 38% في كل عام، وعلى هذا ستقفز الاستثمارات الهندية إلى 10 أضعاف حجمها الحالي بحلول عام 2027؛ وذلك حسب ما ذكرت منصة «إيكويتي ماستر» في تقرير لها مؤخراً.

ودخلت شركات التكنولوجيا الهندية الكبرى بقوة للاستثمار في «الميتافيرس»، ومنها على سبيل المثال شركة «ريليانس إندستريز» ؛ وهي الشركة الأكثر قيمة في الهند؛ من حيث رأس المال السوقي؛ إذ أعلنت الشركة في اجتماعها السنوي ال43 إطلاق نظارات ذكية، أطلقت عليها اسم «جيو غلاس»، وهي مصممة للمعلمين والطلاب؛ بحيث تمكنهم من الدخول إلى غرف تدريس افتراضية ثلاثية الأبعاد، وعلاوة على ذلك، استثمرت الشركة 15 مليون دولار في شركة «تو بلاتفورمز» ؛ وهي شركة ناشئة في وادي السيليكون مقابل 25% من الأسهم، فضلاً عن الكثير من الشركات الهندية التي دخلت بقوة للسوق، وتستثمر الكثير من الأموال في «الميتافيرس».

وليست القيمة السوقية وحدها التى حسمت المشهد؛ بل إنه بمطالعة تقرير شركة التحليلات؛ وهي مؤسسة أبحاث تهتم بدراسة سوق صناعة التكنولوجيا على مستوى العالم، فقد تقفز قيمة سوق «الميتافيرس» العالمي من 110 مليارات دولار في عام 2022 إلى ما يقرب من 760 مليار دولار بحلول عام 2026، ما يعكس ضخامة هذه الصناعة، إذا ما قورنت بصناعات أخرى في الوقت الراهن؛ حيث تمثل الولايات المتحدة الأمريكية نحو 41.2% من السوق العالمية (58 مليار دولار)، ومن المتوقع أن تصل حصة الصين في سوق الميتافيرس إلى 103 مليارات دولار.

الإمارات تبني «الميتافيرس» الخاص بها

أعلنت سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة، دخولها إلى «الميتافيرس»، وتأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي «ذا ساند بوكس»، لتكون أول جهة تنظيمية في العالم، تدخل إلى عالم «الميتافيرس».

وتسعى سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة إلى ترسيخ حضورها في العالم الافتراضي، وتمكين مكوّنات هذا القطاع من الوصول إلى خدماتها في محيطها التقني الرقمي، إضافة إلى تسهيل التعاون بين مقدمي خدمات الأصول الافتراضية العالميين، وقادة الفكر في قطاع الأصول الافتراضية، والسلطات التنظيمية الدولية. وتستهدف إمارة دبي رفع المساهمة الإجمالية لقطاعات «الميتافيرس» إلى 4 مليارات دولار في اقتصاد الإمارة بحلول عام 2030، وفي الناتج المحلي الإجمالي إلى 1%.

وفي يوليو/ تموز 2022، أطلقت دبي «استراتيجية دبي للميتافيرس» والتي تستهدف تعزيز مكانة الإمارة لتصبح ضمن أفضل 10 اقتصادات في مجال «الميتافيرس»، فضلاً عن خلق نحو 40 ألف وظيفة افتراضية خلال السنوات الخمس المقبلة. كما تستهدف الاستراتيجية، والتي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسّسة دبي للمستقبل، إضافة 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للإمارة في 5 سنوات.

وتهدف حكومة إمارة دبي من خلال هذه الاستراتيجية إلى تطوير معايير عالمية في بناء منصات آمنة للمستخدمين، وتطوير البنية التحتية واللوائح، لتسريع اعتماد هذه التقنيات؛ وذلك لتعزيز مكانة دبي مركزاً رئيسياً لمجتمع «الميتافيرس» العالمي. وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: إن 1000 شركة في دبي تعمل حالياً في هذا القطاع، والذي يسهم بقيمة 500 مليون دولار في الاقتصاد الوطني، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بقوة خلال الفترة المقبلة.

وبدأت كبرى شركات إمارة دبي في اتخاذ أولى خطواتها في عالم «الميتافيرس»؛ إذ أعلنت «طيران الإمارات» عن توسعها في استخدام تكنولوجيا «الميتافيرس»، كما أعلنت «مجموعة داماك» العقارية، بناء مدينتها الرقمية الخاصة، وذكرت شركة الخدمات الصحية «ثومبي» أنها قامت ببناء أول مستشفى في عالم «ميتافيرس»، لتقديم استشارات صحية افتراضية في الأشهر القليلة المقبلة.

وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عالمياً، بعد سنغافورة ونيوزيلاندا وهونغ كونغ؛ من حيث الاهتمام ب«الميتافيرس»، وفقاً لدراسة حديثة ل(BrokerChooser) لخدمات البحث والتسويق عبر الإنترنت.

السعودية

أعلنت السعودية، مؤخراً، عن استثمارات بمليارات الدولارات في التقنيات المتقدمة؛ حيث ستستثمر المملكة أكثر من 6.4 مليار دولار في هذا المجال، ويتضمن ذلك استثماراً بقيمة مليار دولار في شركة «نيوم تيك آند ديجيتال» (NEOM Tech & Digital)، التي سميت على اسم المدينة المستقبلية في المملكة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الشركة تخطط لإطلاق الميتافيرس الخاصة بها في المستقبل.

كما ستستثمر شركة النفط السعودية المملوكة للدولة «أرامكو» مليار دولار في «صندوق رأس المال الاستثماري» (Prosperity7 Ventures)، حتى تركز الشركة على الاستثمار في التكنولوجيا المستقبلية، وبالذات تقنية «البلوك شين» (blockchains).

10 مليارات يوان استثمارات صينية

الأمر لا يقف عند ذلك وحسب؛ بل إن الاستثمارات في «الميتافيرس» فرضت نفسها على دول العالم بشكل استطاعت من خلاله تغيير المشهد بالنسبة لاقتصاد وأسواق العالم خلال الأشهر الأخيرة، فبتتبع قائمة الدول الكبرى منذ بداية عام 2022 نجد أن عدد طلبات العلامات التجارية الجديدة في الصين التي تحتوي على كلمة «الميتافيرس» تجاوز أكثر من 7 آلاف طلب، بدءاً من التاسع من ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، وسجلت أكثر من ألف شركة علامات تجارية متعلقة ب«الميتافيرس»؛ وذلك وفقاً لمنصة «دي كريبت» ؛ حيث احتلت بكين المرتبة الأولى ب810 علامات تجارية؛ تليها «غوانغتشو» ب637؛ و«شنتشن» و«شانغهاى» ب519 و419 على التوالي.

وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في «الميتافيرس» خلال العام الماضي فقط أكثر من 10 مليارات يوان، (1 يوان= 0.15 دولار) وهذا الرقم في ازدياد مستمر؛ حيث تمتلك شركة «تنسنت» عدداً كبيراً من التقنيات والإمكانات، لاستكشاف وتطوير «الميتافيرس» الخاص بها، وقد تقدمت بطلب لتسجيل العلامات التجارية ل«كينغ ميتافيرس» و«تيانمي ميتافيرس»، كما استثمرت في 67 شركة ألعاب على الأقل هذا العام، وبالنسبة إلى «تنسنت» فإن تركيزها ينصب على مجالي الألعاب والتواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، واستثمرت شركة «علي بابا» بكثافة في «الساند بوكس» وأنشأت أكاديمية «علي بابا دامو» مختبراً خاصاً، لتطوير الميتافيرس.

 

 

 

 

 
 

 

 

لديك سؤال! اسألنا وسنتصل بك قريبا.