في إطار سياسة الدول نحو بناء مجتمع رقمي يحتضن تکنولوجيات المعلومات الناشئة الجديدة، التي صار لها أهمية قصوي في الوقت الحالي الذي يشهد فيه العالم تغيرا جذريا في الشهور القليلة الماضية من أجل التعامل مع جائحة وباء کورونا المستجد (کوفيد – 19) وقد أدي ذلک إلي تغيير جزري في الطريقة التي نعمل بها ونحيا خلالها. وصار علي الحکومات ومنشآت الآعمال المختلفة في معظم دول العالم التمحور نحو الانتقال إلي العمل عن بعد وحتي القيام بأعباء الحکم عن بعد أيضا في محاولة الکفاح من أجل فهم المستقبل في ظل جائحة الصحة العالمية المرتبطة بتفشي فيروس کورونا المستجد.
وقد أظهرت الأحداث الحديثة أن التکنولوجيا والبيانات الرقمية قد أصبحا من الأدوات التي لا غني عنها للمصالح الحکومية ومنشآت الآعمال المختلفة من أجل التکييف مع المتغيرات المستجدة. وقد أدي ذلک، لأن يعيد قادة الدول تقييم خططهم وتصور المستقبل المستهدف الذي تکون فيه تکولوجيات المعلومات الحديثة أداة رئيسية تساعد المصالح الحکومية ومنشآت الآعمال في محاولات التغلب علي التحديات التي سببتها الجائحة الصحية الحديثة.
وعلي ذلک، في إطار الالتزام بالمساعدة للحصول علي الأدوات المحتاج لها للتغلب علي التحديات التي صارت ناشئة حديثا، اتجهت کثير من شرکات التکنولوجيا العالمية نحو بقاء العالم متصلا وآمنا وموفرا منتجات وخدمات عن بعد من خلال التعامل مع الأزمة الصحية الحادثة. وبذلک مکنت تکنولوجيا المعلومات الحديثة التحولات المختلفة في انتهاز فرصة غير مسبوقة لخلق قيمة أعظم للمجتمع في تحسين الصحة العامة، مشارکة المواطنين في اتخاذ القرار، تعزيز الانتعاش والنموالاقتصادي، مع تأکيد استمرارية العمليات المؤداة.
وفي هذا السياق، ساندت سياسة التحول الرقمي التي صارت متبعة بمرونة أکبر في مواجهة أزمات التغيير الحادثة. علي سبيل المثال، نتيجة الحلول المبنية علي تکنولوجيا السحابة صار ممکنا توسيع نطاقها بسرعة لتلبية الطلب، وسرعة طرح خدمات جديدة. کما صار في مقدرة معماريات تکنولوجيا المعلومات الناشئة الحديذة التکيف مع أي ظروف جديدة بسرعة. وأصبح في مقدرة تکنولوجيا السحابة سهولة إلتقاط البيانات والمشارکة فيها لمساندة ودعم التعاون العلمي والتنظيمي الآمن للغاية.
ومع ذلک، صارت کثير من منشآت الأعمال والمصالح الحکومية المختلفة وخاصة في الدول النامية تواجه کثيرا من التحديات نحو سعيها في التحول الرقمي المنشود. حيث قد تکون الميزانية المخصصة محدودة في نطاقها المعين ومقتصرة علي أنشطة معينة. مما يجعل الحکومات ومنشآت الأعمال أن ينتقلوا في عمليات الشراء والموافقة عليها المعقدة للغاية. کما أن تأهيل وتدريب وتحسين مهارات القوي العاملة التي تتواجد بالفعل، مع جذب مواهب جديدة للقيام بما تتطلبه مهام التحول الرقمي الحادث ما زالت تمثل تحديا کبيرا أيضا، وخاصة مع العمل عن بعد بل والحکومة عن بعد. إلي جانب کل تلک التحديات يجب مواجهة تأکيد تحديات الأمن السيبراني، المرونة المتطلبة للتحول الرقمي.
وفيما يلي استعراض تحديات التحول الرقمي المستهدف من قبل المنظمات المختلفة، التي يمکن دمجها في ثلاث عوامل رئيسية تمثل التحديات المألوفة المواجهة بواسطة کافة المنشآت والأجهزة الحکومية في سعيها الدءووب نحو الحداثة والتي تتمثل في التالي:
1) تحديات مواءمة تکنولوجيا المعلومات والأعمال في المنشآت والمصالح المختلفة:
هناک رغبة وسعي محسوس من قبل کثير من منشآت الأعمال والمصالح الحکومية من أجل الحفاظ علي بيئة متوافقة ومؤمنة التي يمکن إدراکها من خلال متخذي القرارات کحراس وقادة مسئولين. وفي هذا السياق، قد تتواجد بعض الانقطاعات عند إفتقار إدارات أو مراکز تکنولوجيا المعلومات بهذه المتشآت أو المصالح لرؤية النتائج المتوقع حدوثها بواسطة متخذي القرارات، أو عندما يشعرون بأنهم يحب أن يکونوا خبراء في التکنولوجيا بغية الحصول علي عمل أي شيء. لذلک صار الترکيز علي الاتصال والمواءمة بين کل من تکنولوجيا المعلومات، التمويل والإنتاج عناصر جوهرية تمکن مساعدة قيادة تلک المنشآت والمصالح لللمساهمة بأفضل ما لديهم جميها.
2) تحديات قيود الميزانية المفروضة:
تواجه منشآت الأعمال والمصالح الحکومية المختلفة ميزانيات محدودة وعمليات ميزانية معقدة . فهده المنشآت والمصالح تکون مسئولة أمام عملائها ومواطنيها الذين ينفقون أموالهم في الحصول علي المنتجات والخدمات الموجهة لهم. إلي جانب ذلک هذه المنشآت والمصالح المختلفة بسبب الإيرادات المحصلة منهم، بالإضافة لأولويات المجتمع کما تنعکس في قواعد الشراء والتزود ا تتضمن الضوابط والتوازنات الملائمة. وفي هذه الحالات صارت منشآت الأعمال والمصالح الحکومية تستعد لمجابهة أصعب مناخ مالي تتعرض له، حيث أن الإنفاق يجب أن يفحص ويبرر بدقة متناهية، إلي جانب تداخل الاختصاصات، وصوامع الميزانية المتفرقة، وفي سياق الفروق بين النفقات الرأسمالية والتشغيلية، ومجرد مواجهة التعقيد في التحضير للميزانيات والموافقة عليها. وکل هذه الأبعاد يمکن أن تحد من سرعة التحول الرقمي المستهدف.
وفي نفس الوقت، التکنولوجيا الحديثة يمکن أن تقلل التکاليف الکامنة لحد کبير.وفي حالات کثيرة، تکون الاستثمارات أکثر توقعا من المدخرات. مما يستوجب تواجد مداخل جديدة تزيد المرونة وتخدم المزيد من المواطنين بتکلفة أقل. کما أنها تبسط الإدارة والموارد الحرة للترکيز علي تحسين مشارکة المواطنين وخدمتهم.
وفي بعض الأحيان، تشتمل التحديات الناجمة من الميزانية علي أساسيات الفرص المتاحة، حيث يمکن للتغييرات أو الأزمات الناجمة إطلاق العنان للتمويلبشکل غير متوقع کما حدث بالفعل عند محاولات مواجهة جائحة فيروس کورونا المستجد الذي أصاب العالم حديثا. وعلي ذلک، امتلاک رؤية واضحة عن إلي ماذا تتوجه من منظور تکنولوجيا المعلومات يمکن أن يساعد في عمل معظم هذه الاحتمالات حتي ولو کانت الفرصة المتاحة محدودة.
3) تحديات المخاطر الکامنة:
قد تفقد الأعمال المال أو العملاء عندما تفشل مبادراتها الرقمية. حيث أن المصالح الحکومية المسئولة عن الصحة العامة، الجودة البيئية، النقل، العدالة أو الخدمات البشرية، حيث يمکن أن تکون المخاطر الناجمة عن عدم توافر مبادرات رقمية هامة مشکلة حياة أو موت للموطنين. وفي هذا الصدد، صممت المنظمات الحکومية من أجل الاستمرار والبقاء وتمکنها من إمداد الخدمات وحماية الجمهور بما يتجاوز القادة، الأفراد والمبادرات. وقد صار ذلک يستوجب تتبع سجل أي مدخل جديد، بالإضافة إلي تحديد مستويات الاسهاب الملائمة قبل تطبيق التکنولوجيا الجديدة في النظام البيئي Ecosystem الحکومي حيث أن کثيرا من منشآت الأعمال والمصالح الحکومية تتعامل مع بيانات أکثر حساسية، وتحتاج لضوابط أمن سيبراني وخصوصية، إلي جانب الاحتفاظ بأعلي معايير الامتثال لمجابهة المخاطر المختلفة. حيث أنه من خلال التکنولوجيا الرقمية الحديثة يمکن زيادة الحاجة لتوافر الأمن، المرونة والاستمارية في إختيارات التکنولوجيا. وفي هذا السياق، تؤدي النظم الهشة، غير المتجانسة والمتقادمة مخاطر جمة لإمکانية الاحتفاظ بها من خلال إعادة النظام الأساليب واستبدالها. وتلقي فترات أي أزمة الضوء علي کثير من هذه التحديات، التي من الأسهل لها القيام بالتحديث خلال فترة من الهدوء من محاولة زيادة عدد المبرمجين المتطلبين علي سبيل المثال المضافين لهيئة العاملين الحالية من أجل التعامل مع أي ارتفاع مفاجيء في الطلب. لذلک صار متطلبا من الأجهزة الحکومية المسئولة الوفاء بمعايير الشهادات المتطلبة والامتثال العالية في نظام تکنولوجيا محدود وموثوق منه، لکي يفضل دائما علي نظام آخر قد يکون واعدا لکنه غير مبرهن وغير ثابت، ويسهم في خلق فرصة تکلفة عالية جديدة، توقف الأداء، وعدم قابلية التوسع مستقبلا. مما يحتم الاستفادة القصوي من ميزة المسئولية المشترکة في تطبيق تکنولوجيا السحابة التي يمکنها أن تبسط تحدي الامتثال لحد کبير، حتي تتمکن منشآت الأعمال والمصالح الحکومية الترکيز علي العملاء والمواطنين في إطار المنتجات والخدمات الموجهة لهم.
وعند التطرق لاستراتيجيات التحول الرقمي الناجح لمجابهة تلک التحديات يجب ترجمة الأفکار المتاحة في أفعال يمکن للمنشآت والمصالح أن تستلهم من بعضها البعض في إطار الصناعة الخاصة والشرکاء مع رؤية عريضة لقيمة التکنولوجيا وأکثر عن الثقافة، التخطيط التعاون والميزانية. وفي هذا الإطار يمکن النظر إلي أربعة مفاتيح للتحول الرقمي الناجح التي تتمثل في الاستراتيجيات.
1) استراتيحية توضيح الرؤية:
المدخل التقليدي لاتجاه تکنولوجيا المعلومات وخاصة في المصالح الحکومية أن تکون تکتيکية بطبيعتها فيما يتعلق بتحديد المشکلة، من خلال شراء الحل، النشر والتکرار. بينما قد تکون هذه الإجابة هي الصحيحة في بعض الحالات، إلا أنها يمکن أن تقود لبيئة مجزأة وفرص ضائعة. وعلي ذلک، يجب البدء بتحديد النتائج المحتاج لها أولا بدلا من الوصول إلي الاحتياجات عند ظهورها. حيث أن ذلک النهج يمکن أن يوجه اختيارات التکنولوجيات تجاه قيمة ذات مدي طويل أعظم، سواء کان ذلک في نطاق الصحة العامة، مشارکة المواطنين، الحد من الجريمة، الحرکة الأسرع للأشخاص أو البضائع، أو تحسين البنية التحتية. حيث أن التحول الرقمي الناجح له أهداف ملموسة في جوهره، الذي يبدأ بتحديد النتائج وتعريفها بشروط ملموسة قابلة للقياس عما تريد المنشآت والمصالح تحقيقه. وبمجرد تحديد وتعريف ذلک، يقوم خبراء الأعمال والفنيين معا بتعريف المسار الآمن تجاه التطبيق الملائم من خلال خلق رؤية ترتکز علي النتائج وتجنب الوقوع في موقف قد يعتقده قادة الأعمال بأنه يحتم عليهم الخبرة الفنية في تکنولوجيا المعلومات.
في هذا السياق، يجب أن تسمح البنية التحتية وممارسات التنمية بمخل هجين أو متدرج. وقد تجد المنظمات أنفسها في حالات کثيرة أهمية تقليل عبء العمل التکنولوجي بتقليص دور مرکز البيانات أو من خلال شراء حل برمجيات کخدمة بدلا من بناء تطبيق مخصص لذلک. کما يمکن أن يکون مفيدا أيضا إلقاء نظرة واسعة علي المخاطر المحتمل حدوثها، من خلال تحديد مدي جودة اختيار التکنولوجيا المؤداة فقط في ظل الظروف الحالية. إلا أنه في إطار وقت عدم التأکد أو الطلب المتزايد المؤثر علي تصميم النظام بصفة نهائية. علي سبيل المثال، الأنظمة التقليدية المحلية قد تکون غير قادرة علي التعامل مع الزيادة في طلبات البطالة الدراماتيکية، أو العمل عن بعد. لکن النظم المبنية علي تکنولوجيا السحابة هي التي يمکنها أن تتوسع بسرعة للتعامل مع التحديات الکبيرة عند ظهورها. ويستلزم ذلک توسيع الرؤية مع أسئلة ترتبط بذلک التي تتطلب التراجع عن العمليات اليومية الخاصة بالميزانية، المتطلبات، إدارة المشروع، مع طرح أسئلة کثيرة تحتاج لإجابتها من قبل متخذي قرارات الأعمال کما يلي:
- ما التحسينات المحتاج لها في المنظمة؟
- کيف يمکن قياس تلک التحسينات، وتأثير التکنولوجيا في تحقيقها؟
- من يقوم بأداء ذلک بصحة في کل من الحکومة والصناعة؟
- کيف يمکن توضيح النتائج بشکل أفضل لرؤيتها واستخدامها في دفع قرارات التکنولوجيا بدلا من البدء من المتطلبات الفنية؟
- ما الذي يحتاج له لتاکيد أداء النظام في اوقات الطلب المتزايد أو عدم التأکد؟
- کيف يمکن نحسين مهارة القوي العاملة لکي تستطيع انتهاز ميزة القدرات الرقمية الجديدة؟
إلي جانب مجموعة الأسئلة هذه الموجهة لمتخذي قرار الأعمال، توجد مجموعة من الأسئلة الأخري التي يجب أن توجه أيضا لمتخذي قرار تکنولوجيا المعلومات التي تتمثل في التالي:
- ما الدور الذي تؤديه تکنولوجيا المعلومات في تحقيق رسالة ومهمة المنظمة؟
- کيف يمکن أن يتغير هذا الدور للأحسن؟
- کيف يتعامل الشرکاء والموردون الحاليون مع التحديات التي تواجهها المنظمة؟
- ماهي المنظمات الأخري التي تتعامل مع تکنولوجيا المعلومات وخاصة المرتبطة بالذکاء الاصطناعي، التحليلات، إنترنت الأشياء، البلوک شين علي سبيل المثال؟
- کيف يمکن للمنظمة أن تضع نفسها في مرونة أکثر بدون إعادة بناء کومة تکنولوجيا بأکملها؟
- کيف يمکن تحسين مهارات القوي العاملة لإمداد قدرات رقمية جديدة؟
2) استراتيجية تعزيز التعاون القيادي:
نجحت کثير من المنظمات في التحول الرقمي وخاصة عند الاعتراف من قبل متخذي قرار تکنوجيا المعلومات بالأهداف والفوائد المشارکة مثل زيادة سرعة الحرکة والاستجابة، تحسين التکلفة، وسعة نطاق أعظم ترتکز علي الإبداع. وعندما يتزامن متخذوا القرار يمکنهم معرفة وتنفيذ مداخل ابتکارية جديدة أسرع مع تجنب مخاطر الفشل في الغالب. حيث يعتبر الاتصال النشط مفتاحا لقيمة هذه العلاقة، وفي هذه الحالة يستطيع قادة الأعمال والحکومة المساعدة من خلال مشارکة تکنولوجيا المعلومات باستمرار في عملية التخطيط المستهدف. ومن خلال الترکيز علي النتائج المتطلبة يمکن العمل نحو تفهم ما الذي يدفع تلک النتائج وما الترکيز الذي ينم لطرق الأمن التي تسهم في تحقيقه بسلامة بدلا من الترکيز علي محددات النظم الحديثة.
وفي سياق بناء الميزانيات تطرح مجموعة من الأسئلة التي تساعد المنظمات في تشخيص القضايا التي تواجهها المتعلقة بالاتصال بين کلا من العاملين الإداريين والعاملين فنيا المختصين بتکنولوجيا المعلومات في المنظمة المعينة.
وفي هذه الحالة تطرح أسئلة لمتخذي القرار الحکومي وقرار منشآت الأعمال التي تتمثل في:
- کم تتواصل إدارة، مرکز أو القسم المعين مع وظيفة تکنولوجيا المعلومات الخاصة في المنظمة فيما يتعلق بالميزانية والمشتريات المتطلبة، أو للحصول علي المساندة المحتاج لها؟
- ما هي بعض الطرق العملية التي يمکن من خلالها مساعدة قادة تکنولوجيا المعلومات فهم رسالة ومهام ادارة المنظمة وأنشطتها؟
- ما الذي سوف يحدث عند فهم قادة الأعمال لما يمثله عالم تکنولوجيا المعلومات الحديث؟
- ما أدوار العلاقات الشخصية المؤداة من قبل هذه الحيوية وکيفية تحسينها؟
أما الأسئلة المطروحة علي متخذي قرار تکنولوجيا المعلومات فيمکن بيانها في التالي:
- ما أوجه نتائج النجاح المتطلب الممکن مشارکتها عبر تکنولوجيا العلومات وإدارات أو وحدات الأعمال المختلفة في المنظمة؟
- کيف تفهم النتائح بشکل أحسن من خلال السعي لها کجزء من أداء المنظمة؟
- ما سوف يعمل لتوعية وتعليم متخذي قرار الأعمال فيما يتعلق بالرص المتاحة الممکن انتهازها من خلال تطبيق تکنولوجيا المعلوماات الحديثة؟
- کيف يمکن للمنظمة تشجيع التعاون الابتکاري بين کلا من العاملين الفنيين وعاملي الإدارات أو الوحدات المختلفة بالمنظمة؟
- ما مکسب أو مکاسب التحول الرقمي للأعمال وتکنولوجيا المعلومات معا، وبصفة خاصة عندما يتعلق ذلک بمخاطبة سيناريوهات تتضمن ضغطا عاليا؟
3) استراتيجية شراء بناء التحول الرقمي:
يحتاج الناس لرؤية مسارا واضحا للأمام ودليلا علي النجاح عند اتباع أساليب جديدة للتکنولوجيا المطبقة. وفي هذه الحالة هناک قصصا للنجاح مفصلة قطعت شوطا طويلا تجاه المساعدة في احتضان تطبيقات التحول الرقمية وجعلها ممکنة، حيث أن العديد من القادة الحکوميين وقادة الأعمال من ذوي التفکير المستقبلي صاروا متحمسون للمشارکة في تبادل معلومات إنجازاتهم ونجاحاتهم في تطبيق التحول الرقمي. وبذلک يمکن الترابط معهم مباشرة في إمکانية الوصول لؤية وبصيرة ثاقبة تتعلق بالممارسات الأحسن التي يجب اتبعها، وتجني المزالق المحتملة في التطبيق. کما أنه في مقدرة مشارکي تکنولوجيا المنظمة أن يصيروا هم أنفسم مصدرا للمعلومات المحتاج لها.
وفي هذا الإطار يمکن توضيح ثلاثة أبعاد من قصص نجاح المنظمات في التحول الرقمي الناجح التي تتمثل في التالي:
- مشارکة المواطنين مع إبداع الخدمات الرقمية من خلال المشارکة العامة التي تتضمن المواطنين في عملية اتخاذ القرار لکي يصبح جزءا من کيفية العمل بشکل متزايد مما يغير الطريقة التي تؤدب بها الأعمال علي أساس يومي
- تبادل فوائد الصحة يجب أن يبني بيئة آمنة للغاية تجيب علي الشکاوي وتحمي بيانات المواطنين. ويختص ذلک بالأمن والامتثال واستخدام تکنولوجيا السحابة التي کانت محدودة ومستبعدة من قبل. وفي هذا السياق، تتيح برمجيات ِAzure التي صارت متاحة علي نطاق واسع مرونة محتاج لها لخلق البيئة الأکثر أمنا لحد کبير.
- الحکومة المؤقتة تتفق مع التحول الرقمي لإثارة المشارکة المدنية المدنية الاستباقية التي تتمثل في الابتعاد عن العمليات اليدوية الورقية مع توصيل کل الخدمات المتعلقة بالمواطنين لمنصة رقمية تختص بذلک.
وبالطبع يحتم ذلک إظهار مسار إيجابي نحو الأمام، الذي يشکل طريقة أخري لمخاطبة خوف المواطنين من تأثيرات التغيير الناجمة من الإحلال التکنولوجي محل العمل الروتيني بشکل خاص. حيث يجب أن يمثل ذلک رحلة متدرجة يرهن النجاح فيه في کل خطوة ويحد من التخوف الراهن. وفي هذه الحالة، تساند تکنولوجيا السحابة السماح لتشغيل الخدمات المحتاج لها أو أيقافها بدون الحاجة للاستثمار الکثيف في البنية التحتية الرئيسية المحتاج لها. کما أن کل من التجريب، إثبات المفهوم، والمشروعات التجريبية تتطلب استثمارات قليلة غالبا، ويمکنها تقديم رؤي هامة، وتبرهن إمکانية عمل التغيير الحدث من خلال مبادرات التحول الرقمي مع الاحتفاظ بتطبيق تکنولوجيا المعلومات الجديرة بالثقة.
وغالبا يتواجد الخوف من أن الکفاءة المدعمة بالتکنولوجيا سوف تتسبب في أن يفقد کثير من العاملين وظائفهم الحالية. وفي معظم الحالات يمکن ملاحظةأن الأفراد من ذوي المهارات العالية يقضون الکثير من وقتهم في أداء المهام الروتينية اليدوية مع إمکانية تحريهم من خلال التکنولوجيا في الترکيز علي الأعمال ذات القيمة الأعلي کالعمل عن بعد بل والحکم عن بعد الذي صار منتشرا ومبثا. وهذا ما يجعل من التکنولوجيا الحديثة حرجا لأداء الرسالة أو المهمة المتطلبة. وعلي ذلک يمکن أن تستخدم تکنولوجيات مثل الذکاء الاصطناعي، التعاون الرقمي، الواقع المعزز وغيرها من أجل تحسين مهارات القوي العاملة الحالية لکي تستفيد من أحدث القدرات مع توفير تجربة إنتاجية آمنة ومحدثة دائما. ألي جنب قدرتها أيضا في ضمان قدرة الأشخاص في الترکيز علي أوجه وظائفهم الأکثر أهمية عندما تنشأ ظروفا غير متوقعة، وعندما لا يکون التوظيف خيار لذلک.
وفي إطار التعلب علي هذه التحديات المرتبطة أساسا بالميزانية، وضح مکتب المحاسبة العامة General Accounting Office في الولايات المتحدة أن أکثر من 80% من إنفاق الحکومة الفيدرالية الأمريکية علي تکنولوجيا المعلومات يتجه نحو تشغيل وصيانة النظم القديمة التي تشکل قضايا مخاطر الکفاءة، الأمن السيبراني إلي جانب المهام مما يتطلب تکاليف متزايدة باستمرار للحفاظ للحفاظ علي تلک النظم وتؤدي في العجز لتلبية متطلبات المهام الحديثة أو المتوقعة. وحتى يممن مخاطبة هذا التحدي، صارت المنظمات المختلفة تبحث عن اطرق التي من خلالها يمکن للتحول الرقمي استخدام التمويل المخصص لها بفعالية أکبر. وتوضح بعض مبادرات التحول الرقمي الحدثة تواجد توفيرا واضحا في التکلفة مقارنة بالحلول الحالية بسبب القدرة لإلغاء البنية التحتية المکلفة. کما انه في حالات أخري يمکن إثبات أن العائد علي وغيرها تعمل من الاستثمار من خلال الإنتاجية المتزايدة، التکاليف الأقلن أو النتائج المعززة. وعلي الرغم من أن الميزانية المعقدة والصارمة زعمليات الشراء تکون محبطة في بعض الأحيان في تأکيد أن التمويل العام ينفق بمسئولية، إلا أن ذلک يسبق العديد من مبادرات التحول الرقمي الذي صارت تحرکه تکنولوجيا السحابة التي توفر من رأس المال إلي النفقات التشغيلية مما يح من کثافة الاستثمار في تکنولوجيا السحابة.
وفي هذا السياق، صارت کثير من الهيئات التنظيمية المتقدمة وذات الطابع الدولي مثل کل من مجلس معايير المحاسبة في الولايات المتحدة ، الاتحاد الأوروبي، منظمة التعاون والتنمية الأوروبية (OECD)، المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، تعمل من أجل تحديث المتطلبات المحتاج لها. کما أن بعض المنظمات الأخري صارت تخاطب هذه الثضايا من خلال اعتبار التحول الرقمي کاستثمار رأسمالي لمرة واحدة. کما يستثمر البعض الآخر في التخطيط للتحول الرقمي لکي يکونوا جاهزون للتنفيذ عندما تتاح الموارد لهم. وعندما تکون کل من القيادة، المبادرات او الظروف مهيأة حول مصادر التمويل الجديدة يمکن أن تصبح المنظمات مستعدة للقيام بالخطوات المحتاج لها تجاه مستقبل التحول الرقمي المنشود
4) استراتيجية تحديث المدخل لتکنولوجيا المعلومات:
من الملاحظ أن أحدث التکنولوجيات والمداخل التي صارت متاحة حديثا عملت علي تقليل الحاجة لأداء الهجرة الجماعية والاستبدال بالجملة للتکنولوجيا الحالية. علي سبيل المثال، ما زالت مصالح حکومية ومنشآت أعمال کبيرة کثيرة في مصر تعتمد علي حاسبات مرکزية للنظم بها. کما أن الاستبدال التکنوجي ما زال هو الاختيار الوحيد السائد حتى الآن في هذه المنظمات.
علي الرغم من أن الحلول الهجينية والحافة صارت تقدم خيارات للتحدي اتدريجي باستخدام تکنولوجيات الافتراضية، الحاويات، وواجهات برمجة التطبيقات APIs التي يمکنها ربط النظم القديمة مع قدرات تکنولوجية متقدمة جديدة لتعزيز خبرة المواطنين، وتمکين ملکات الإبداع، وإمکانية زيادة الأمن السيبراني، وتعزيز المرونة التي تحدث کلها بدون استبدال. مما يسهم في تقليل الاعتماد علي التکنولوجيا القديمة، کما يساعد من تقاعد تلک التکنولوجيا القديمة عندما يصبح ذلک ممکنا في نهاية المطاف.
وعلي ذلک عند محاولة بناء تحول رقمي حديث يجب القيام بالتالي:
- استخدام تکنولوجيا الحوسبة السحابية حتي تسهل وترشد الإنفاق علي المطورين للتجريب بدلا من الاضطرار لنشر قدرة جديدة أو استعارة ذلک من تحميلات الإنتاج. کما أنها تدور حول بيئة الاختبار في السحابة ويتوقف تشغيلها عند الانتهاء بسهولة.
- تتجاوز خدمات السحابة المدارة حاليا البنية التحتية والتخزين للحوسبة البسييطة المحدودة في المنظمة. وسواء کان الاهتمام يتمثل باکتشاف الذکاء الاصطناعي لآلية العمليات أو تمکين العمل الآمن عن بعد، من المحتمل عدم الاضطرار لبناء حل ما داخليا من نقطة الصفر.
- اختيار شرکاء تکنولوجيا مناسبين لإمکانية تقليل أعباء الامتثال والأمن بشکل کبير. ويعني نموذج المسئوليية المشترکة لخدمات السحابة عدم إدارة کل وجه من أوجه الامتثال والأمن. وفي هذا السياق، هناک بعض شرکات التکنولوجيا العملاقة مثل مايکروسوفت لها بيئات سحابية التي تم بنائها للمصالح الحکومية في بعض المناطق الجرافية من العالم علي وجد التحديد.
يستخلص من العرض السابق أن تکنولوجيا المعلومات الحديثة يمکنها أن تساعد المنظمات المختلفة في تحسين الخدمات التي تؤديها، ومساندة الانتعاش الاقتصادي المستهدف، وتأکيد المرونة اللازمة، وزيادة التعاون الآمن، إلي جانب اختيار الحل أو المنصة الصحيحة التي تحقق النتيجة المخططة الواضحة والمفهومة لدي رؤساء ومديري إدارات المنظمة مع وظيفة تکنولوجيا المعلومات بها مشکلة علاقة صحية.